البحث العلمى ترف أم ضرورة
ينظر البعض لبرامج البحث العمى والأموال التى تصرف عليها بالرغم من قلتها على انها برامج لتزيين الشكل العام ليس الا والاموال المصروفة عليها هى أموال ضائعة وبلا طائل .
فالشخص العادى قد لا يلمس أهمية هذه البرامج وفوائدها على المدى المتوسط والطويل ،فبقليل من التفكير سنصل الى نتيجة مفادها ان العالم من حولنا قد تجاوزنا بمراحل لاعتماده على المنهج العلمى فى شتى مناحى حياته والفرصة دائماً موجودة للحاق بالركب فهناك دولا اتخدت لنفسها مكانا بين الدول المتقدمة اقتصادايا واجتماعيا بالرغم من أن تجربتها ليست بالطويلة والمثال فى هذا المقام هو دول شرق اسيا .
ولكى ينجح البحث العلمى فى بلادنا العزيزة فالأمر يحتاج للمناخ المناسب من اعتماد المنهج العلمى اساسا للعمل والتفكير، وأيضا أعمال معايير الجودة على التركيبة المؤسساتية للجهات المناط بها تحمل عبء هدا الموضوع وخاصة الجامعات والمراكز البحثية، وتوفير الدعم المالى والمعنوى لشريحة الباحثين والنظر للموضوع كخيار استراتيجى لليبيا الجديدة لصعوبة أن تنجح اى مبادرات واجتهادات شخصية.
وفيما يخص علوم الأحياء البحرية وبكثير من الايجاز، أود التأكد إن دور مركز بحوث الأحياء البحرية هو حجر الزاوية للنهوض بقطاع الثروة البحرية وبالتأكيد بالتعاون مع الجهات التنفيذية ذات العلاقة مع الدعم والمساندة من وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية باعتبارها جهة الأختصاص الاشرافية. ولذا فقد حاول المركز معالجة بعض اثغرات فى هيكليته من خلال اعتماد هيكلية جديدة عام 2012 م واقرار آلية عمل داخلى تنظم عمل الادارات والاقسام واللجان ومتابعتها ، وزيادة التركيز علي الباحث والدفع به للرفع من كفاءتة ليستطيع المركز تحقيق الطموحات الكبيرة التي يسعي لتحقيقها في سبيل المحافظة والاستمرارية في استغلال مواردنا البحرية التي حبانا الله عز والجل بها.
وأخيرا ،الدعوة مفتوحة للتفاؤل بليبيا الجديدة القائمة علي القانون والعدل واحترام الانسان وتقدير العمل والايجاية من الجميع والاتقان في العمل ايا كان نوعه، وتعد موافقة وزارة الزراعة والثورة الحيوانية والبحرية علي دعم المركز في طلبة لبناء سفينة أبحاث علمية يقوم من خلالها بنقلة نوعية في أداءه لعمله بمثابة المؤشر الملموس علي التغيير المنشود وإننا ان شاء الله علي المسار الصحيح .
أ. هشام محمد القماطى
تعليقات 2
إضافة تعليق
علي الحامدي
البعض ينظر الى البحث العلمي على انه ترف. العالم المتقدم تقنيا يعرف انه ان مايصرف على البحث العلمي هو استثمار اقتصادي. فالدول التي تتحكم في العالم اليوم بمنتجاتها تصرف متوسط 3% من ميزانياتها على البحث العلمي.فنتيجة العلم هو الابداع العلمي من بحوث ودراسات. واليوم يمكن ان تصنف الامم وفق قدراتها العلمية. وقد ساد العرب يوما عندما كان للبحث والعلم مكان في حياتهم. وسادت اوروبا عندما اتضح لها اهمية البحث العلمي. واليوم تسود امريكا العلم بما تنفقه بسخاء على البحث العلمي. وقد استغرب البعض يوما رحلات الفضاء الامريكية واعتبرها اهدار مليارات عبثا، لكن اتضح ان معظم الاجهزة الحديثة الصغيرة الالكترونية في الطب او الاستشعار عن بعد للمياه والتحديد الجغرافي هي نتائج هذه الرحلات. ليبيا اليوم وغدا تحتاج الى اعادة صياغة للتعليم وتحويله من مجرد عمليات تلقين الى تفاعل مجتمعي ومعه تغيير اسس التعامل مع البحث العلمي ووضعه في مكانه اللائق به كاساس استراتيجي لقيام دولة قوية اقتصاديا.